أصيبت جماهير ريال مدريد الإسبانى أمس بخيبة أمل بعدما فشل فريقها أمام أعينها وعلى ملعبه فى التأهل لنهائى دورى أبطال أوروبا.
ورغم فوز الفريق الملكى بنتيجة 2/1 عن طريق ثنائية النجم البرتغالى كريستيانو رونالدو إلا أن الريال أخفق فى التأهل بعد فشله فى ركلات الترجيح التى احتكم إليها الفريقان بعدما تساوى كل منهما فى نتيجة اللقاءين.
وهنا نحاول أن نصل إلى أسباب خروج الريال وإهداره لفرصة عظيمة لنيل اللقب العاشر له فى تاريخ البطولة.
وأطالب القراء تنحية الإنتماءات والعواطف جانبا ولنحتكم فقط إلى الواقع والمنطق عندما نتحدث هنا عن أسباب الخروج.
بداية فإن المتابع الجيد لريال مدريد يعلم أن الفريق يمتلك مجموعة هائلة من اللاعبين المتميزين سواء داخل أو خارج الملعب ، ولا يختلف إثنان أن هذا الفريق إذا ما أراد شيئا ما يمكنه الوصول إليه بكل سهولة نظرا لقدرات لاعبيه العالية.
ولكن دعونا نتطرق إلى السلبيات التى تلازم هذه المجموعة دائما والتى يتجاهلها البعض عندما يفوز ، ولا يذكرها إلا عند التعثر فقط.
أولا: ما يعيب الريال أنه يمنح المنافس فرصة الدخول فى المباراة واكتساب الثقة أمامه بإعطاءه فرصة إمتلاك الكرة وتناقلها فى الملعب بكل سهولة مما يزيد الثقة فى قلوب لاعبى المنافس مع مرور الوقت.
إمكانيات لاعبى الريال تتيح لهم قدرة الإستحواذ على الكرة وبناء الهجمات الواحدة تلو الأخرى والضغط على المنافس وإنهاء المباريات مبكرا حتى أمام الفرق الكبيرة ، ولكن لاعبو الريال لا يفعلون ذلك مما ينعكس بالسلب عليهم ، وعلى الجانب الآخر يشعر الخصم أنه أمام فريق يستطيع مجاراته.
ثانيا: فى بعض المباريات خاصة أمام الفرق الكبيرة مثل البايرن يحتاج الفريق إلى ضخ دماء جديدة داخل الملعب بإشراك لاعب على حساب آخر فى ظل ظروف مشابهة لمباراة الأربعاء، فمثلا كان الفرنسى كريم بنزيما غائبا عن اللقاء وعابه ما هو معتاد منه عدم التركيز والضغط على دفاعات المنافس وكان لابد حينها أن يشرك مورينيو هيجواين أو كاليخون بدلا منه.
أيضا الأرجنتينى أنخيل دى ماريا لم يعد يظهر بمستواه الذى كان عليه قبل الإصابة ، فأصبح اللاعب يهدر العديد من الكرات فى منتصف الملعب ولم تعد تمريراته بالدقة الكافية ، فكان البديل الأمثل له هو كاليخون المتميز دفاعيا وهجوميا خاصة أنه محظوظ أمام المرمى.
ثالثا: إذا غاب كريستيانو رونالدو عن التهديف فى الأوقات الحرجة لا نكاد نرى غيره يستطيع حل شفرة دفاع المنافس ، فهيغواين المتميز فى حسم أنصاف الفرص يجلس على مقاعد البدلاء ، ولا نجد لاعبا غير النجم البرتغالى قادر على صنع الفارق مثله.
رابعا: عدم استغلال لاعبى الريال للسلبيات والعيوب التى تظهر واضحة على المنافس ، وهذه الجزئية ظهرت مرارا فى مباريات عديدة ولكن الفوز يُنسى البعض ذلك ، فالجميع قد شاهد مساء الأربعاء سقوط الفريق البفارى بدنيا لأكثر من ساعة كاملة وهى النصف ساعة الأخيرة من الشوط الثانى بالإضافة إلى الشوطين الإضافيين.
هجمة واحدة كانت كفيلة بإنهاء المباراة لأن البايرن كان خارج المباراة حينها بسبب الإرهاق ، ورأينا فى هذا الوقت لاعبو الريال يمتلكون الكرة ويكتفون بالتمرير ولا يستغلون حالة لاعبى المنافس وكأن الوصول إلى ركلات الترجيح يضمن للريال التأهل.
لو لاحظ أحدكم فى مباراة الذهاب بين الفريقين أن البايرن بدأ المباراة بتوتر وحذر شديد من الريال لأنه كان يعتقد أن الميرينغى سيدخل اللقاء بشكل مغاير ، وهو ما لم يحدث ، لأن لاعبو الريال لا يمتلكون عقلية استغلال المواقف وركنوا إلى التهاون لأنهم وضعوا فى الحسبان أن هناك مباراة إياب يمكنهم التعويض خلالها مهما كانت النتيجة.
وحينها اكتسب لاعبو البفارى الثقة وسيطروا على مجريات اللقاء وبدلا من أن يستغل الريال ذلك ترك المباراة برمتها ليفعل لاعبو البايرن ما يشاءون.
هذه بعض من الأسباب وليس كلها التى قادت الريال لإحباط مشجعيه داخل سنتياغو بيرنابيو ، وأحب أن أؤكد لو امتلك لاعبو الريال روح الفرق الإيطالية أو الإنكليزية لحققوا نتيجة كبيرة أمام أى منافس حتى ولو كان البايرن ، ولكن الفنيات وحدها لا تكفى يا سادة ، فروح البلوز (تشيلسى) والنيراتزورى (إنتر ميلان) هى التى صنعت الفارق أمام برشلونة فى نصف نهائى دورى الأبطال 2010 و 2012.
بقلم: رامى أبو الوليد .... صحيفة أوليه
0 التعليقات:
إرسال تعليق
عبر عن رأيك المدريدي