تابع آخر أخبار ريال مدريد على الشبكات الاجتماعية

RSS



إذا كان مورينيو مغامرا جريئا، فإن غوارديولا متهور.. باختصار كان هذا عنوان كلاسيكو الأرض الذي جمع قطبي الكرة في إسبانيا والعالم ريال مدريد وبرشلونة في ذهاب دور الثمانية لبطولة كأس الملك على ملعب سانتياجو برنابيو معقل العملاق المدريدي، وانتهى بفوز الضيوف بهدفين لواحد.

فاجأ جوزيه مورينيو جميع من شاهد المباراة بتشكيل غريب لم يدفع به من قبل، لكنه لعب بنفس هذه الخطة التي تغلب بها على نفس الغريم الكتالوني في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا موسم 2009-2010 حين كان مدربا لإنترناسيونالي الإيطالي.

كرر مورينيو استخدام نفس السلاح ليكرر فوزه الذي استعصى على البرسا منذ قدومه للريال، فلعب بطريقة دفاعية محكمة مع الاعتماد على الهجمات المرتدة السريعة التي يجيدها مهاجموه.

وامتثل المدرب البرتغالي لرغبة جماهيره في الدفع بمواطنه بيبي في خط الوسط لتقييد حركة البرغوث الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي طالما كانت لدغاته مميتة في مباريات الكلاسيكو، وهي المهمة التي نجح فيها نفس اللاعب في نهائي كأس الملك في النسخة الماضية وساهمت في تتويج الميرينجي باللقب بعد شل حركة ميسي.

ولكن في المقابل كان على مورينيو المجازفة بالدفع بمواطنه الآخر ريكاردو كارفاليو في قلب الدفاع لتكون المباراة أول عودة له بعد غياب طويل منذ سبتمبر الماضي بسبب الإصابة.

كما جازف مورينيو بإشراك التركي حميد ألتينتوب في مركز الظهير الأيمن، وتجرأ على اللعب بمواطنه فابيو كوينتراو في الجهة اليسرى بدلا من مارسيلو وهو الذي لعب كظهير أيمن في الكلاسيكو الأخير في الليغا الذي خسره 1-3.

ولم تقتصر المفاجآت على الزج باسماء جديدة في التشكيل الأساسي، بل تعمد بعثرة أوراقه لإرباك حسابات غريمه جوارديولا، فبجانب إشراك بيبي في منتصف الملعب، وظف الفرنسي كريم بنزيمة في مركز صانع الألعاب ليتخلى عن رأس الحربة للأرجنتيني غونزالو هيغواين الذي مال أيضا للجبهة اليمنى لمعاونة ألتينتوب.

وعلى الجهة المقابلة لم تكن خطة جوارديولا تحمل أي جديد، فالتشكيل هو نفسه الذي يعتمد عليه دوما، والخطة هي ذاتها 4-3-3 التي تتحول إلى 3-4-3 وفقا لمتغيرات اللقاء.

لم يتبق سوى التطبيق العملي على أرضية الملعب، وهنا تكمن المفاجأة السارة، فقد أتت خطة مورينيو بثمارها في الشوط الأول، فنجح كريستيانو رونالدو في التهديف مبكرا بعد 11 دقيقة بعد أن تسلم تمريرة متقنة من صانع الألعاب بنزيمة، لينطلق من الجبهة اليسرى مستغلا مساحة شاسعة تراءت أمامه بعد أن تركها البرازيلي داني ألفيش بتقدمه للأمام.

والحق أن كريستيانو كسر الحاجز النفسي في مباريات الكلاسيكو في النصف الأول من الشوط حيث تألق في إزعاج دفاعات البرسا قبل وبعد الهدف، ولكن العيب الوحيد كان افتقاده وسيلة الاتصال مع إيجواين طوال الشوط.

نجح الطوق الدفاعي الحصين للريال في منع نجوم البرسا من تطبيق أسلوبهم المعهود تيكي تاكا في الشوط الأول بتدوير الكرة من خلال تمريرات قصيرة وسريعة، حتى أنهم عجزوا عن الوصول بسلاسة إلى مرمى الحارس إيكر كاسياس إلا بالبينيات الساقطة لسيسك فابريغاس من فوق الدفاع المدريدي إلى أليكسيس سانشيز، وكان أخطرها رأسية المهاجم التشيلي التي ارتطمت بالقائم.

وتألق محور الارتكاز الثلاثي تشابي ألونسو وبيبي ولاسانا ديارا في تضييق الخناق على تشافي هرنانديز وأندريس إنييستا وليونيل ميسي، حتى أن أفضل لاعب في العالم في السنوات الثلاث الأخيرة كان كالغائب الحاضر، كما أجاد ألتينتوب في الجبهة اليمنى على غير المتوقع ليثبت أنه ورقة رابحة وأنه أجدى للعب اساسيا على حساب ألبارو أربيلوا.

كان العيب الوحيد في الشوط الأول لخطة مورينيو هو الثغرة في قلب الدفاع بسبب كارفاليو الذي فقد حساسية مركزه بسبب غيابه الطويل عن الملاعب، كما افتقد الاتصال مع سرخيو راموس.

أما في الشق الهجومي فلم يرد مورينيو إلا الهجمات المرتدة بعد أن أفرط في الدفاع بطرح أكبر قدر من اللاعبين في الخط الخلفي ووسط الملعب، وقد كان للمدرب ما أراد، بعد أن نجح في تكرار أسلوبه مع الإنتر أمام البرسا وخرج من الشوط متقدما بهدف.

أما غوارديولا فكان قليل الحيلة في الشوط الأول، ولكنه تيقن من أن جرأة مورينيو لن يمكنه أن يجاريها سوى بـالتهور فكان قراره باللعب بطريقة الدفاع المتقدم مع منح الحرية لكارليس بويول وإريك أبيدال بالتقدم لمنطقة جزاء الريال بالتناوب، معتمدا في ذلك على الكثافة الدفاعية للريال أمام مرماه وندرة هجماته.

وجنت الخطة المتهورة لغوارديولا ثمارها سريعا، فجاء التعادل عن طريق رأسية بويول من ضربة ركنية استغل بها نفس الثغرة في عمق دفاع الريال، ليعيد إلى الذاكرة هدفيه الحاسمين في مرمى ألمانيا في نصف نهائي مونديال 2010 مع منتخب إسبانيا، وهدفه في كلاسيكو 6-2 من نفس الوضعية.

كان الهدف نقطة فاصلة في تحول مجريات اللقاء، فبعد أن بدا لمتابعي اللقاء أن ريال مدريد كسر حاجز الخوف والعقدة النفسية من برشلونة في الشوط الأول، تجلت هذه العقدة مجددا وبوضوح بعد هدف بويول، فتحطمت معنويات اللاعبين وتيقنوا من تلقاء أنفسهم أنهم لن يسجلوا هدفا آخر في شباك البديل خوسيه مانويل بينتو، وأن الأدعى أن يحافظوا على هذه النتيجة كي لا تنقلب إلى خسارة.

ولكن غوارديولا استغل هذا السلاح النفسي فأمر لاعبيه بالبدء في تدوير الكرة وإرهاق لاعبي الريال بتمريراتهم السريعة والقصيرة التي عجزوا عن القيام بها في الشوط الأول، مع مواصلة تهوره بالدفع ببويول وأبيدال إلى الأمام كبدائل لميسي وتشافي وإنييستا الذين فرضت عليهم رقابة لصيقة.

وكان أبيدال عند حسن الظن حين سجل هدف الفوز، وللعلم فهو هدفه الثاني في تاريخ مشاركاته مع البلاوجرانا منذ قدومه من ليون الفرنسي في 2007 ، ويحسب له هدوء أعصابه حين تسلم عرضية قاتلة من ميسي، كانت الحسنة الوحيدة له في اللقاء، حيث أحسن استقبالها وسددها أرضية ببراعة في الشباك على غرار عمالقة مهاجمي العالم.

استفاد البرسا أيضا من قلة تركيز بيبي الذي لجأ للعنف كعادته، واضطر مورينيو لسحبه والدفع باستيبان جرانيرو، وهو تغيير يدعو للدهشة أيضا، فيما لعب تشابي ألونسو بعصبية زائدة على عكس شخصيته الرزينة، كما تفوق إنييستا على ألتينتوب في الجبهة اليمنى بعد أن هبط أداء الدولي التركي في الشوط الثاني.

نجح غوارديولا في تغيير دفة اللقاء لصالح فريقه بنفس اللاعبين، كما أن تغييراته المتأخرة لم تضف جديدا بعد أن أنجز اللاعبون مهمتهم على أكمل وجه، فنزل أدريانو وتياجو ألكانتارا وإيساك كوينكا بدلا من فابريجاس وسانشيز وتشافي.

أما مورينيو فتغييراته لم تضف حيوية إلى فريقه الذي استسلم سريعا في الشوط الثاني وخارت قواه، فلعب أوزيل وكاييخون بدلا من هيغواين ولاسانا ديارا، ولكنهما لم يشكلا خطورة هجومية كما اختفى كريستيانو في الشوط الثاني بعد انتقاله للجبهة اليمنى.

وهكذا جاء كلاسيكو الكأس نسخة طبق الأصل من آخر مواجهة جمعت الغريمين نهاية العام الماضي في الدوري، فالبداية كانت تفوق الريال وتقدمه بهدف مبكر لبنزيمة، ولكن العامل النفسي انصب لمصلحة البرسا بعد هدف التعادل لسانشيز الذي عززه الفريق بهدفي تشافي ثم فابريجاس.

ولم يستفد الفريق الملكي من معنوياته المرتفعة قبل اللقاء، كونه حامل لقب الكأس وبطل الشتاء في النصف الأول من الليجا بفارق خمس نقاط عن أبطال أوروبا والعالم، فضلا عن الأداء الهزيل للبرسا في آخر مبارياته أمام ريال بيتيس رغم فوزه 4-2 ، إلى جانب عدم استفادته من عاملي الأرض والجمهور.

وأضاف البرسا فوزا جديدا في سلسلة انتصاراته المتتالية على الريال مهما كان المكان والزمان أو البطولة، لكن الموعد سيتجدد بعد أسبوع واحد في الذهاب بملعب كامب نو، فترى هل ستكون مباراة تقليدية يتفوق فيها أصحاب الأرض، أم أن مورينيو سيجد وسيلة مجدية لإيقاف هذا الكابوس والحفاظ على وجوده ببطولة الكأس التي يحمل لقبها؟

  • Digg
  • Del.icio.us
  • StumbleUpon
  • Reddit
  • RSS

0 التعليقات:

إرسال تعليق

عبر عن رأيك المدريدي