مع الأسف، تنقص فريقنا الاستمرارية. نتمكن دائما من تحقيق المفاجأة، لكن مع الأسف لا ننجح في الاستمرار على نفس المنوال، بهذه الكلمات حاول حميد ألتينتوب، كابتن المنتخب الوطني التركي وصف الوضع الحالي الذي يوجد فيه فرسان الأناضول في لقاء حصري مع موقع FIFA.com.
يعيش المنتخب التركي في الوقت الحالي خيبة أمل كبيرة بعدما انهزم يوم الجمعة أمام ألمانيا (3-1) حيث تجرع هزيمته الأولى على أرضه وأمام جماهيره منذ أبريل/نيسان 2009 عندما سقط في تركيا أمام الماتادور الأسباني بنتيجة 2-1.
وبالنسبة لألتينتوب، يكتسي هذا النزال صبغة خاصة لاسيما وأن ابن الثامنة والعشرين ولد وترعرع في ألمانيا رفقة أخيه التوأم خليل، الذي يلعب هو الآخر للمنتخب التركي. وعلق في هذا الصدد بقوله: إنه دائما أمر جميل أن يلعب المرء مع العديد من الوجوه المعروفة. كما إن مواجهة بلد المولد سيظل دائما حدثا مميزا.
كل التوفيق لألمانيا
وقد وضع هذه الخسارة المرة والمؤلمة صاحب المركز الثالث بمونديال 2002 في وضع محرج للغاية خاصة أنه يواجه الآن خطر الخروج من المنافسة على التأهل إلى نهائيات كأس أمم أوروبا 2002 UEFA. وأوضح ألتينتوب بخصوص حصيلة التصفيات المؤهلة إلى النهائيات القارية قائلا: لا يمكن بالطبع أن نشعر بالرضا، لكن العديد من اللاعبين الجدد انضموا إلينا حيث نعيش مرحلة انتقالية، ورغم ذلك يتعين علينا الآن أن نحاول بكل ما أوتينا من قوة تحقيق التأهل.
من المنتظر أن تواجه كتيبة المدرب جوس هيدينك (التي تملك 14 نقطة وتحتل المركز الثالث في المجموعة الأولى) يوم الثلاثاء المقبل منتخب أذربيجان ضمن الجولة الأخيرة من التصفيات. ويعتبر الفوز في هذا اللقاء واجبا وضرورة لكن ومع ذلك، ستكون أنظار الأتراك في نفس الوقت موجهة إلى دوسلدورف حيث سينازل منتخب بلجيكا والمنافس المباشر (15 نقطة) الماكينات الألمانية. وقال ألتينتوب في هذا السياق: إن الوضع واضح؛ ينبغي علينا الفوز على أذربيجان وليس لدينا أي تأثير على نتيجة المباراة الأخرى، بيد أننا نتمنى بالطبع أن تواصل ألمانيا مسلسل انتصاراتها.
عندما يلقي المرء نظرة على عناصر المنتخب التركي يستغرب بشدة ويتفاجأ حيال عجز الأتراك عن التوقيع على عدد كبير من الانتصارات. فالفريق يضم في صفوفه الكثير من اللاعبين البارعين، أمثال أردا توران (نادي أتلتيكو مدريدفالنسيا الأسباني) ونوري شاهين وألتينتوب (كلاهما في ريال مدريد) ومحمد توبال (نادي فالنسيا) والذين يحترفون في صفوف أقوى الأندية الأوروبية ويتنافسون يوميا مع أفضل النجوم في العالم. وأكد ألتينتوب بقوله: أن يلعب بعض اللاعبين في أندية أوروبية كبيرة هو بدون شك امتياز كبير يدفع بأي بلد إلى الأمام. ويتحتم علينا أن نعمل على أن يستفيد المنتخب الوطني من هذه القيمة المضافة أيضا وأن نعمل كمجموعة.
حلم كأس الأمم الأوروبية في خطر
في السنوات الأخيرة، لم تسر الأمور بشكل جيد لأحفاد العثمانيين الذين فشلوا في تسجيل أي إنجاز بعد إحرازهم الميدالية البرونزية عام 2002 في مونديال كوريا الجنوبية واليابان ووصولهم إلى المربع الذهبي لنهائيات كأس أوروبا للأمم 2008 UEFA. وقد غابت تركيا عن مونديال 2006 و2010، كما أن حلم المشاركة في البطولة الأوروبية التي ستقام العام المقبل مناصفة بين بولندا وأوكرانيا في خطر أيضا. ويقول ألتينتوب في هذا الصدد: يجب أن يتسم أسلوبنا في اللعب بالاستمرارية، ويتعين علينا الحفاظ على تركيزنا طيلة تسعين دقيقة وأن نحقق النجاح على مستوى الأندية في المنافسات الأوروبية.
وعن مدى مسؤولية المدرب الهولندي في الحصيلة الهزيلة المسجلة في التصفيات المؤدية إلى النهائيات الأوروبية (أربعة انتصارات وتعادلان وثلاث هزائم)، أجاب لاعب ريال مدريد: السيد هيدينك هو مدرب كبير وناجح ويعمل لدينا باحترافية عالية.
ويعد ألتينتوب لاعبا كبيرا وناجحا حيث إنه فاز بدرع البوندسليجا والكأس الألمانية في مناسبتين، إلى جانب أنه خاض نهائي دوري أبطال أوروبا UEFA 2010 وأحرز العام نفسه جائزة بوشكاش FIFA التي تتوج صاحب أجمل هدف في السنة.
الحلم المونديالي
ومازال أمام ألتينتوب، الذي لا يتجاوز الثامنة والعشرين من العمر، الكثير من الوقت ليحصد المزيد من النجاحات والإنجازات ويرتقي إلى أعلى درجات المجد. فبعدما حمل قميص كل من شالكه 04 وبايرن ميونيخ، تعاقد في صيف هذا العام مع ريال مدريد الملكي لمدة أربع سنوات ليخطو بذلك الخطوة التالية في مسيرته الكروية المتألقة.
هل ستكون المشاركة في المونديال هو هدفك التالي؟ كان رد لاعب الوسط الموهوب عن هذا السؤال في حوار حصري مع موقع FIFA.comواضحا وصريحا: بالتأكيد، المشاركة في بطولة كبرى هو حلم كل لاعب.
كان ألتينتوب قد فشل في تحقيق هذا الحلم الكبير في مناسبتين (2006 و2010). أما الآن فينبغي على نجم ريال مدريد وزملاءه الاستفادة من أخطاء الماضي وتقديم أفضل ما لديهم من أجل ضمان الحضور في العرس العالمي الذي سيقام عام 2014 بالبرازيل. وفي التصفيات المؤهلة إلى المونديال يجب على فرسان الأناضول تجاوز خصوم المجموعة الرابعة وهم: هولندا والمجر ورومانيا وإستونيا وأندورا. وختم ألتينتوب حديثه بالقول: كافة المجموعات صعبة ولم يعد هناك خصم سهل، لكن قبل كل شيء سيكون تركيزنا في يوم الثلاثاء منصبا على الظفر بالمركز الثاني.
0 التعليقات:
إرسال تعليق
عبر عن رأيك المدريدي