تعيّن على بطل العالم السابق للفورمولا واحد الأسباني فرناندو ألونسو في عام 2011 التعامل مع متطلبات فريق فيراري، تبرير راتبه المرتفع، والعيش تحت هذه المظلة الواسعة. لكن إل نانو يصرّ بأنه ليس مثقلاً بتلك الضغوط. تتطابق حالة رافايل نادال مع ما واجهه مواطنه. حيث قال بطل التنس العالمي في يناير/كانون الثاني: لا أشعر بأني تحت الضغط. لا أشعر بأني الرقم واحد عالمياً، بل أشعر فقط بأني أحد المشاركين الكثيرين في كلّ دورة أخوضها.
لقد حصلا ربما على مناعة خوض المنافسات تحت الضغط. كما كانت ردودهما مدروسة لتخفيف حدّة هذا الضغط، وهي حالة واجهها مواطن آخر لهما.
وصل منتخب أسبانيا تحت 20 سنة إلى كولومبيا مثقلاً بنجومية أحد أبرز اللاعبين في البلاد. حيث جاء سيرجيو كاناليس وهو يحمل على كتفيه مهمة كبرى واحتاج خولين لوبيتيجيو للإلهام من لاعبه الساعة 6،59 مساء يوم الأربعاء. غاب كاناليس عن المباراة الإفتتاحية لمنتخب لا روخا والتي فاز فيها على كوستاريكا 4-1 بسبب الإصابة، فالتزم المدرّب بالوصفة القديمة التي تنص على عدم إجراء أي تغيير ضمن الفريق الفائز. لكن الآن، تعيّن عليه القيام بذلك. كان منتخبه محرجاً أمام الأكوادور، قبل نحو نصف ساعة على نهاية اللقاء.
عندما رفع الحكم المساعد لوحة التبديلات وإلى جانبه اللاعب الرقم 10، صدر ضجيج من المدرجات الأسبانية التواقة لتسجيل هدف، وترقّب محايدون ما إذا كان الحديث المكثف حول كاناليس مبرراً.
من المفترض أن يكون اللاعب البالغ 20 سنة قد واجه ضغوطاً كبيرة في تلك اللحظات، وهذا صحيح. لكن كاناليس ليس أحد الأسبان أصحاب الردود الغريبة، فعلى العكس، كان صريحاً عندما تحدّث مع موقع الفيفا .
نعم، شعرت بالضغط. هذه المرّة الأولى التي أشارك فيها في كأس العالم وكنت أشعر بالضغط. غبت عن المباراة الأولى، لذا ارتفعت حدّة الضغوط علي. بالإضافة إلى ذلك، يتوقع من أسبانيا أن تفوز في كلّ مباراة، وكانت النتيجة آنذاك 0-0.
لم تبق النتيجة سلبية في مانيزاليس فبعد سبع دقائق تحديداً، كسر كاناليس المعادلة. وفي وقت كان الهدف سهلاً للغاية مقارنة مع أهدافه الرائعة التي سجلها مع راسينج سانتاندر ومنتخبات الفئات العمرية في أسبانيا وجعلته يصعدر بسرعة صاروخية إلى النجومية، كان كاناليس بالغ السعادة للوصول إلى الشباك بطريقة غير اعتيادية.
يضيف: فعلاً، كنت سعيداً للتسجيل، لقد كان من أسهل الأهداف التي سجلتها (في مسيرتي)، بيد أنه كان بين الأهمّ. كان مهماً لأسبانيا لأنه منحنا الصدارة، ومهماً لي لأنه أزال بعض الضغط عنّي. شعرت بالإرتياح بعد تسجيل الهدف.
تحوّل الهدّاف إلى ممرّر قبل 5 دقائق على نهاية الوقت الأصلي، عندما لعب الكرة وراء ظهر الدفاع الأكوادوري، فركض لها ألفارو فاسكويز وأرسلها خلف الحارس الإكوادوري جون ياراميلو لتفوز أسبانيا 2-0. لعبت أسبانيا 180 دقيقة، أحرزت 6 نقاط وحجزت بطاقة التأهل إلى دور الـ16 بينما لعب كاناليس 31 دقيقة، سجّل هدفاً ومرّر كرة حاسمة.
ضمنت أسبانيا فعلياً صدارة المجموعة الثالثة، نظراً لفارق الأهداف مع كوستاريكا الثانية (7 لمصلحة أسبانيا)، علماً بأن كوستاريكا هي الوحيدة القادرة حسابياً على إزاحة الأسبان من المركز الأوّل. لكن كاناليس يريد تأهل بلاده بدون أي دعسة ناقصة، وهو طموح ناري للاعب العائد.
نريد الفوز على أستراليا وتحقيق الفوز الثالث في المجموعة. ثم نريد المتابعة وإحراز اللقب. المنافسة مفتوحة، ولا أعتبر أي منتخب بأنه مرشح للفوز. بالطبع سنتعامل مع كلّ مباراة على حدة، لكننا جئنا إلى هنا كي نتوّج باللقب، ونطيل فترة النجاح التي تعيشها الكرة الأسبانية.
غزو جديد في كولومبيا، سيعزّز هيمنة الرياضة الإسبانية بالطبع. حلّ ألونسو في موسمه الأوّل مع فيراري العام الماضي، وصيفاً مع 252 نقطة، بفارق 4 نقاط فقط عن سيباستيان فيتل. وبعد 11 مرحلة على بداية الموسم الحالي، يبتعد 89 نقطة عن البطل الحالي. أحرز نادال ثلاثة ألقاب كبرى من أصل أربعة عام 2010 وأُجبر على الإنسحاب مصاباً في ربع نهائي بطولة أستراليا المفتوحة، في وقت كان مركزه الأوّل عالمياً مصفحاً ضد أي خصم. لكن هذه السنة، خسر مواجهاته الخمس مع نوفاك ديوكوفيتش ليخسر المركز الأوّل عالمياً أمام الصربي.
وإذا كان للدقائق الـ31 التي خاضها كاناليس على الأراضي الكولومبية رمزية معينة، قد يعترف مواطناه بهذه الرسالة: الإقرار بالضغط ليس أمراً سيئاً.
0 التعليقات:
إرسال تعليق
عبر عن رأيك المدريدي